رأي الشيخ
محمد الصالح النيفر في مجلة الأحوال الشخصية
الكاتب: ياسين بن علي
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أمدّني السيّد الفاضل شهاب الدين النيفر حفظه الله بأوراق توثّق موقف والده، الشيخ المجاهد الزيتوني محمد الصالح النيفر رحمه الله (ت1993م)، من مجلة الأحوال الشخصية. وأنقل منها هنا بعض المقتطفات التي
تعبّر عن رأي هذا الفقيه السياسي والسياسي الفقيه في مجلة الأحوال الشخصية بكل وضوح، على أن ننشر ردّه كاملا بإذن الله تعالى في مناسبة أخرى.
قال الشيخ محمد الصالح النيفر رحمه الله تعالى:
- "وكنت قد حضرت قانون مجلة الأحوال الشخصية، وقد استدعاني أحمد المستيري الذي كان وزيرا آنذاك، وكان يدير المحاورة عبد العزيز العروي. وقد قلت آنذاك إن هذا ظلم.. والمجلة (مجلة الأحوال الشخصية) قد
جهّزت في الخارج وجيء بها للتوقيع في بلادنا".
- "لقد خالفني راشد الغنوشي وقال إنّ مجلة الأحوال الشخصية للشيخ جعيط.. ولكنها في الواقع ليست له.. وليست من اجتهاد مجموعة من فقهاء المسلمين وإنما صنعت في الخارج، ووقعت الموافقة عليها في
الداخل".
(هذا ما قاله الشيخ في حوار مع عبد العزيز التميمي لمجلة حقائق ، بتاريخ20-26/10/1989م، عدد218).
وقال رحمه الله:
- "هذه المجلة – فيما أحسب- نسجت خيوطها الأصلية خارج البلاد التونسية من مستشاري الرئيس السابق [الحبيب بورقيبة] في الخارج. وإنما دعي لها بعض الناس في داخل البلاد للتفاوض فيها، وكأنه لتلوينها بلون
ييسّر قبولها والاغترار بها... والمبرّر لاشتباهي في منبتها ما حال بعدها من أحداث وما سبقها من مثل كتاب الحدّاد "امرأتنا في الشريعة والمجتمع" الذي دعا إلى نسخ نصوص القرآن الحكيم في الزواج والميراث،
بعدما أكثر من الثناء على الإسلام وتشريعه وقدسيته، وادّعى أن الزمان تطوّر والاجتهاد كفيل بتجديد ما تطوّر منه ومن أحكامه...".
- "ومجلّة الأحوال الشخصية مخالفة لأحكام الإسلام في الكثير من فصولها صراحة: في الطلاق وكفاءة الزواج والتعدّد الذي منع قانونا وأبيح عمليّا وفي قانون التبني وفي القوامة...".
- "أمّا مجلة الأحوال الشخصية فإلي مخالفتها لقوانين الإسلام فقد قوت الحذر وزرعت النفرة لأتفه الأسباب ولا أدل على ذلك من كثرة حوادث الطلاق وتكدّس النوازل حول مجلة الأحوال الشخصية بصورة طغت على
المحاكم طغيانا كبيرا حتى أن المحاكم لما كادت أن تتعطّل في شهر أوت لكثرة الحر لم يسمح لجلسات محكمة الأحوال الشخصية أن تتعطل ومن أثر ذلك أن حدثت جرائم ليتخلص احدهما من الآخر حتى في قاعة الجلسات
بالمحكمة...".
(ورد هذا الردّ في كتاب: من رواد الصحوة الإسلامية في تونس والجزائر: الشيخ محمد الصالح النيفر، للأستاذة أروى النيفر).
رحم الله الشيخ محمد الصالح النيفر، فقد قال كلمة حقّ وثبت عليها في زمن الصابر فيه مثل القابض على الجمر.
14 جمادى الأولى 1433هـ