السبت 11 جوان 2001
الحكمة و حسن التصرف: سلوك أمريكي موافق لتعاليم الإسلام.
الاستثمار لدى صناديق التقاعد الأمريكية أنموذجا
تم في الآونة الأخيرة في تونس عقد لقاءات تونسية-أمريكية لدعم و تطوير التعاون بين البلدين في مجالات شتى.
و بالمناسبة نقترح على بعض الهياكل مثل الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي و الصندوق الوطني للتقاعد و كذلك مؤسساتنا المالية و البنكية سواء منها بنوك الاستثمار أو بنوك الادخار أن تستفيد من الطريقة الأمريكية في حسن التصرف و استغلال الإمكانيات المتاحة مع ما عرف عن الأمريكان من تفوق في هذا المجال و ما يملكونه من تجارب ناجحة على المدى الطويل.
هل تعلمون أن صناديق التقاعد الأمريكية تعتبر من ضمن أقوى الأقوياء بعد الله و قبل عصابات المافيا و رئيس الولايات المتحدة الأمريكية. وأنها تحتل الصدارة في البورصات الأمريكية التي توازي، على ما أظن، نصف البورصات العالمية من حيث الحجم و القيمة.
و معظم استثمارات هذه الصناديق تتحقق عن طريق شراكة رأس المال/العمل مع باعثي مؤسسات يتم بمقتضاها تكوين شركات ذات رأسمال لا يتعدى الدولار الواحد. فالصناديق توفر المال اللازم في حين أنه على صاحب الفكرة أن يقدم مشروعه و خبراته الذاتية التي تقنع القائمين على الصناديق بإمكانية تحقيق المشروع على أرض الواقع.
و في صورة نجاح المشروع، فان صناديق التقاعد لا تأخذ إلا مستحقاتها من المرابيح دون أن تسعى إلى الاستحواذ عليه.
و بناء على إحصائياتهم، فانه من ضمن 100 شركة تتولد عن شراكة رأس المال/العمل، يندثر منها 50 بالمائة في ظرف سنتين في حين تنمو ما نسبته 30 بالمائة بطريقة ملائمة و تحقق أرباحا مريحة. أما بالنسبة إلى ال20 بالمائة الباقية فهو الربح الخيالي في وقت قياسي كما كان هو الشأن بالنسبة إلى مايكروسوفت، فان باعث هذا المشروع كان قد استقبل ممثلي هذه الصناديق في مرآب كان يتخذه كمكتب له : انه بيل غايتس
و قد تكشفت هذه الاستثمارات عن نتائج ايجابية، كما اتضح أن مردوديتها كثيرا ما كانت أعلى منها في الاستثمارات المدعومة بقروض ذات فائدة.
بل حتى المؤسسات التي لم تعمر أكثر من سنتين فإنها كانت ذات فائدة كبيرة اعتبارا إلى أنها استطاعت توفير العديد من فرص العمل على مدى عامين و هو ما يمثل مساهمة ايجابية على المستويين الاجتماعي و الاقتصادي .
و بمثل هذه الطريقة الحكيمة في التصرف فان 14 بالمائة من الطاقة العاملة في الولايات المتحدة الأمريكية هم من أصحاب المؤسسات في حين لا يتجاوز هذا العدد ال7 بالمائة في أوروبا.
هذا إذن مثال على الاستثمار الموافق لمبادئ الشريعة الإسلامية، في حين تصرف المؤسسات الاجتماعية عندنا مستحقات منتسبيها بالاعتماد على الفائدة الربوية. و قس على ذلك ما تصنعه بنوكنا و مؤسساتنا المالية التي تقرض المال و تدفع المستحقات بالفائدة.
شهاب الدين النيفر