"الزيتوني الصامد".. رفض إغراءات الغرب وأخذته الجزائر عندما احتاجت إليه
11/07/2011
في ندوة حول الشيخ محمد صالح النيفر
اقتراح إعادة فتح جامع الزيتونة لترسيخ المعاني التي كرسها النيفر
تونس- بناء نيوز- عمار عبيدي
َ
أكد هشام قريسة الأستاذ بجامعة الزيتونة أن ندوات الجامعة التي تهتم بالشيخ محمد الصالح النيفر وأمثاله كانت ممنوعة في عهد المخلوع، فيما كانت إدارة الجامعة تعمد إلى تمويل ورعاية ما كان يسمى بكرسي بن علي لحوار الحضارات والأديان.
وبين المحاضرون في الندوة التى نظمتها وحدة الفقه في جامعة الزيتونة اليوم حول النيفر أن الرجل الذي ترأس الهيئة التأسيسية لحركة الاتجاه الإسلامي قاوم دعوات كثيرة لتركيعه، بالإضافة إلى جهوده في نشر التعليم بالنسبة للرجل والمرأة على حد سواء.
وشدد أحمد المستيري الوزير السابق والذي رافق الشيخ في أربعينيات القرن الماضي في ظروف وصفها المستيري بالخطيرة أكثر من الظروف الحالية، في الحرب العالمية الثانية حين كانت تونس مسرحا لمعارك الحلفاء والمحور أن الشيخ النيفر رفض طلب الألمان لاستقطاب تونسيين إلى الجيش النازي وتمسك باستقلالية جمعية الشباب المسلم، وكشف أن الشيخ لم يكتف بالعبادة في المساجد بل دخل معترك الحياة الاجتماعية والسياسية.
كما وضّح المستيري أن الشيخ لم ينضم إلى الحزب الحر الدستوري الجديد، وكان متمسكا دائما بالوقوف مع الحق، مذكرا بأنه كان على خلاف معه حول مجلة الأحوال الشخصية لأن الشيخ كان يرفضها بل لم يقبل حتى تصرفات بورقيبة التي تدرجت من التسلط إلى الدكتاتورية إلى القمعية.
وابرز المستيري حاجة تونس إلى أشخاص مثل الشيخ النيفر لتأطير المجتمع التونسي خاصة في مثل هذه المراحل من تاريخ المجتمع التونسي.
رفضه دعوات الغرب
وكشف شهاب الدين النيفر ابن الشيخ عن رفض والده لدعوات رسمية من مسؤولين غربيين مثل كاتب الدولة للشرق الأوسط للخارجية الأمريكية الذي جاء إلى منزله وعرض عليه زيارته للبيت الابيض.
وبين شهاب الدين النيفر أنه بعد هذه الحادثة تم حل جمعية الشباب المسلم التي كان يديرها الشيخ وطلب منه مغادرة البلاد ليرحل إلى الجزائر، لكن الشعب الجزائري وقف إلى جانبه وهناك نال الشيخ الاحترام والتقدير من جميع المسؤولين رغم أنه لم يصمت هناك بل واصل وقوفه في وجه الطغاة، وهو ما أكدت عليه ابنة الشيخ أروى النيفر التي وصفت نشاط والدها بالخطر على نظم الاستبداد.
ومن المواقف التي تذكرها أروى عن ابيها تصديه لمؤتمر 1931 المعروف بمؤتمر اللغة العربية الذي كان يهدف إلى تهميش اللغة العربية وتعويضها بالعامية، وذكّرت بعلاقته ببورقيبة التي كانت متوترة خاصة مع ما وصفته بمكر بورقيبة للاسلام.
"الزيتوني الصامد"
"الزيتوني الصامد" هكذا وصف الدكتور حميدة النيفر محمد الصالح النيفر الذي شدد على أن الفاعلية التي يتميز بها الشيخ.
فهو تجاوز مفهوم الاستقطاب التي نراها عند الاطراف السياسية اليوم واستدل في ذلك بنشرية الجامعة التي كان يديرها الشيخ.
كم شدد حميدة النيفر على رمزية جامعة الزيتونة في كتابات الشيخ باعتبارها مركزا للعبادة والتعليم وكانت رمزا وطنيا بكل ما تعنيه الكلمة من معنى.
وسجّل أغلب الحاضرين إعجابهم باهتمام الشيخ النيفر بالتعليم عموما وتعليم المرأة خصوصا، كما كان للمرأة اهتمام من عدة جوانب أخرى حيث دفع الشيخ بزوجته لتؤسس أول جمعية للنساء وهي جمعية السيدات المسلمات سنة 1947 إضافة إلى عنايته بالنشاط الكشفي وكذلك النشاط الأدبي.
الرحلة إلى الجزائر
"وجدت قوما أرأف بي من أهلي" هكذا وصف الشيخ محمد صالح النيفر شعوره وهو بين الجزائريين حسب ما رواه عنه القاضي محمد المختار النيفر.
كما تدخل نور الدين كروز ليتحدث عن جهاد الشيخ من سنة 1963 إلى سنة 1970 ليواصل رحلة الاستقرار في قلوب الناس بين قسنطينة والبليدة وتأسيسه لعدد من الجمعيات وإقامته للعديد من النشاطات في عدد من المدن الجزائرية من بينها الاحتفال بالحجاج الى جانب الاهتمام بالشباب وخاصة الكشافة.
واكد كروز أن الجزائر أخذت الشيخ وهي محتاجة إليه، بينما شدد مختار النيفر على أن رحلة الشيخ توجت بتأسيس حركة الاتجاه الإسلامي التي كان الشيخ محمد صالح النيفر رئيس هيأتها التأسيسية.
واقترح الدكتور المنصف بن سالم من جانبه فتح جامع الزيتونة لتعليم القرآن وارجاع البريق لهذا المنبر العظيم وذكر أنه طلب هذا الأمر من عدة شخصيات رسمية وهو بصدد العمل من أجل ذلك لإعادة المعاني التي أراد الشيخ ترسيخها.
كما استنكر بن سالم غياب وسائل الإعلام عن مثل هذه المناسبات التي يتم الاحتفاء فيها "بفانوس" العلم بتونس في مقابل حضورهم في مناسبات للتمييع والتغريب.
كما شهدت التظاهرة أيضا عدّة تدخلات ومعرضا لمقالات كتبها الشيخ وعدّة كتب اهتمت بما أنجزه النيفر في حياته.